الجزء الأول رواية جميلة بقلم سارة علي
المحتويات
بسعادة ليطلق تنهيدة ويقول
انتي فين ..! انا هجيلك فورا ..
ردت عليه بسرعة
انا فالتاكسي ابعتلي عنوان فندق كويس أستقر فيه ..
هبعتلك حالا ..
قالها زياد بجدية ثم أغلق الهاتف وأرسل لها عنوان الفندق الذي هو فيه الأن وأخبرها إنه سيحجز لها جناح في الحال بجانب جناحه ..
أمام نفس الفندق وقفت سيارة تاكسي صفراء اللون لتهبط منها دينا وهي تجر حقيبتها خلفها ...
التفتت نحو الخلف وهي ترسم على شفتيها ابتسامة مرحة ثم احتضنته بقوة وقالت بلهجة عذبة سعيدة
وحشتني اووي ..
ربت على ظهرها بكفيه ثم ابتعد عنها قليلا وهتف بها بهدوء
انتي اكتر انا حجزتلك جناح جمب جناحي ...
أومأ برأسه وأشار لموظفة الإستعلامات كي تعطيه البطاقة الخاصة بالجناح .. أخذ منها البطاقة وقال لدينا
اكيد عايزة ترتاحي من السفر ..!
هزت دينا رأسها نفيا وقالت
عايزة اتكلم معاك واحشني اووي يا زياد ..
طب يلا بينا ...
قالها زياد وهو يقبض على يدها ويسحبها خلفه .. وصلا أخيرا الى الجناح ليتفاجئ زياد بزينة تخرج من جناحها المقابل لجناحه ...
مساء الخير ..
رايحة فين ..!
سألها زياد بسرعة لترد بهدوء
رايحة بيتنا أجيب هدومي ..
ابتعد زياد عن دينا واقترب منها قائلا بعدم تصديق
تروحي فين ..! انتي اكيد تجننتي ..! بيت ايه ده اللي تروحيله .
سألته بهدوء غريب ليرد بنفاد صبر
انا هتصرف فموضوع هدومك ده ..
أومأت برأسها دون أن ترد ليردف بتحذير
ارجعي جناحك ومتخرجيش منه تاني ..
كانت دينا تنظر اليهما بحيرة بينما زفرت زينة أنفاسها بقوة وسألته بنبرة متململة
هو انت حابسني ولا ايه ..!
أجابها بهدوء خطړ
اعتبريه كده لو تحبي ..
ده عشانك وعشان مصلحتك انتي ..
منحته ابتسامة ساخرة قبل أن ترد بخفوت مټألم
مصلحتي ..!!
ثم تحركت عائدة الى جناحها ليقول زياد مشيرا الى دينا
يلا بينا ..
دلف زياد ودينا الى الجناح جلس زياد بوهن على الكنبة بينما اقتربت دينا منه وسألته بتردد
مين دي يا زياد ..! وبتعمل ايه معاك ..!
دي زينة مرات أخويا علي الله يرحمه ..
بجد ..! وبتعمل ايه هنا ..!
سألته دينا مندهشة من وجود زينه معه ليرد عليها موضحا لها سبب وجوده
اهلها عايزين ېقتلوها بعد معرفوا اللي حصل وانا المسؤول عن حمايتها ..
صمتت دينا ولم ترد ليتطلع اليها زياد بحيرة قبل أن يسألها بتعب
مش هتقولي حاجة ..!
هقول ايه يعني ..!
قولي أي حاجة ..
ترددت دينا فيما ستقوله لكنها كانت مضطرة لقوله قالت بلهجة ذات مغزى
مش شايف إنوا وجودها حواليك غلط ..
صمت زياد ولم يرد لتبرر دينا سبب كلامها
زياد انا خاېفة عليك متنساش دي تبقى مين وعملت ايه ... متخليش الماضي اللي مۏته زمان يرجع يعيش ...
مستحيل يرجع يعيش ..
قالها زياد بنبرة قاطعة لتقول دينا مكملة حديثها
محدش هيتقبل علاقتك بيها أولهم أهلك..
قاطعها زياد بصرامة
انا مفيش بيني وبينها حاجة يا دينا انا مجرد بحميها مش اكتر ..
هزت دينا رأسها وقالت متفهمة
انا فاهمة ده كويس بس خاېفة لا الأمور تفلت من ايدك ..
رد عليها بقوة
مستحيل انا منكرش اني فيوم اعجبت بيها ويمكن حبيتها من غير ماحس بس هي اتحرمت عليا من ساعة ما حبت علي وحبها ...
جلست دينا بجانبه وربتت على يده مساندة اياه قبل ان تهتف براحة
كده انت طمنتني وياريت بردوا تسمع كلامي وتبعد عنها .. هيكون احسن ليك...
أومأ زياد برأسه ولم يرد بينما نهضت دينا من مكانها وأخبرته أنها ستغير ملابسها ..
كانت زينة تجلس على سريرها وتبكي بصمت .. تبكي حالها وما وصلت إليه .. ليتها لم تستمع الى كلام صديقتها التي نصحتها بعدم البوح بسرها الأكبر
لعلي .. صديقتها التي ظنت وأقنعتها وقتها أن علي سوف يسامحها لأنه يحبها بحق ..
فلتنظر الأن إلى أين وصلت وكيف أصبح حالها ...
ازداد بكائها ونحيبها وهي تتذكر علي .. علي الذي أحبته بصدق وتمنته شريكا لها ظنت أنه سيغفر لها ويتفهمها لكنه فعل مثلما فعل الجميع بها ..
أغمضت عينيها وتمددت على سريرها وقررت النوم بعدما جذبت غطاء السرير نحوها ورغما عنها ارتسمت صورة اختها مريم أمام عينيها فشهقت باكية وهي تتذكرها وتتذكر حبها وتعلقها بها ليتها لم تتزوج واكتفت بحب مريم ..
وضعت كف يدها على فمها محاولة كتم شهقاتها وهي تتذكر أختها ووالدتها وحياتها سابقا ظلت تبكي طويلا حتى غلب عليها النعاس ونامت أخيرا ...
استيقظت في صباح اليوم التالي وهي تشعر براحة غريبة تسيطر عليها ..أطلقت تنهيدة صغيرة وهي تبتسم بصمت من شعور الراحة الذي غمرها بعد ليلة البارحة .. شعور لم تفهم سببه و لا ماهيته لكنه مريح وبشدة ...
نهضت من فوق سريرها بعدما أبعدت الغطاء عنها واتجهت نحو الحمام لتأخذ حماما منعشا خرجت من الحمام وهي الف المنشفة على جسدها خلعه المنشفة وارتدت فستان لونه بني غامق يصل الى منتصف ساقيها وسرحت شعرها بعناية قبل أن تقرر الخروج من جناحها وتناول إفطارها في مطعم الفندق ..
خرجت زينه من الجناح واتجهت الى المطعم وهناك أخذت صحنا ووضعت به بعض أصناف الأطعمة الموجودة وجلست على احدى الطاولات تتناولها بشهية مفتوحة ..
فوجئت بشاب وسيم يقترب منها ويسألها
ممكن أشاركك فطارك ..!
أومأت برأسها وهي تبتسم بخجل ليجلس أمامها ويهتف بهدوء
اول مرة أشوفك هنا .. شكلك مقيمة جديدة بالفندق ..!
تنحنت قائلة
ايوه صح دي اول مرة أبات فيها هنا ..
ابتسم وقال
انا شبه مقيم هنا ..
بجد ..!
سألته بدهشة ليرد قائلا
انا اصلا عايش فإيطاليا وباجي هنا زيارات مستمرة فبختار الفندق ده أقعد فيه ..
حلو ...
انتي اسمك ايه ..!
أجابته زينة
زينة وانت ..!
أجابها
مراد ...
تشرفنا يا مراد ..
الشرف ليا ..
في هذه الاثناء تقدم كلا من زياد ودينا الى داخل المطعم ليتفاجئا بزينة تجلس مع شاب غريب وتضحك بخفة ..
غلت الډماء في عروق زياد الذي تقدم نحوها بخطوات سريعة ووقف أمامها لتختفي ابتسامة زينة وتسعل بحرج بينما نظر مراد الى كليهما بحيرة ..
معلش يا زينة ممكن تقومي معايا ...!
أومأت زينة برأسها ونهضت معه على مضض .. سارت خلفه متجهة الى الطابق العلوي حيث جناحها ..
افتحي الباب ..
قالها زياد وهو يقف امام الباب لتفتح زينة الباب وتلج الى الداخل يتبعها زياد الذي أغلق الباب بقوة ...
اقترب زياد منها وقال بلهجة ساخرة
نازلة تحت وبتفطري وضحكتك مالية وشك ولا كأنه فيه واحد لسه مېت من كام يوم المفروض انه جوزك ..
توترت ملامح زينه وقالت بأسف
انا بجد مكانش قصدي ..
صړخ بها
يعني ايه مكانش قصدك انتي بجد معندكيش احساس.. ليكي نفس تاكلي وتهزري يا شيخة ..
انت عايز توصل لإيه ..! عايزني أنتحر عشان ترتاح ..!
لم يجبها بل ظل ينظر إليها بصمت لتكمل بإنهيار
انا هريحكوا كلكوا ..
واتجهت مسرعة نحو السکينة الموضوعة على الطاولة وسحبتها موجهة رأس السکينة نحو صدرها ليقف في وجهها هاتفا بتوتر ملحوظ
انتي اټجننتي سيبي السکينة من ايدك
متابعة القراءة