رواية حي المغربلين الجزء الاول بداية الرياح نسمة للكاتبة شيماء سعيد

موقع أيام نيوز


الأصوات إحتراما و تقديرا لكبير الحي.
على الجانب الآخر سقط شاب في أوائل العشرينات من كثرة الضړب المپرح معالم وجهه تكاد لا ترى بالعين ليغلق عينيه مستسلما لذلك الثور.
زفر الحاج منصور بضيق من تصرفات كارم و عابد الذي يدافع عنه دائما من باب الصداقة وقف خلف كارم الذي كان صدره يعلو و يهبط من المجهود المبذول بتأديب أحمق أبتسم بوجهه إبتسامة سخيفة.

ألقى بالآخر على الأرض قائلا بصوت غليظ
_ بقى كارم الريس حتة عيل زيك يضحك و أنا معدي ياض!
_ كارم.
أخذ نفس عميق و هو يلعن نفسه للمرة المليون نظر بعينيه إلى صديقه عابد ليكون داعم له إلا أن الآخر رفع يده بقلة حيلة دار بوجهه المتصبب عرقا للحاج منصور قائلا بنبرة مرحة
_ الحاج منصور سيد الناس كلها كل واحد يدخل بيته مش عايز كتر كلام و العيل ده شوفوا إبن منين ياخدوه المستشفى بينا على القهوة يا حاج نتكلم براحتنا.
ذهب سريعا من أمامه لقهوة الست جليلة لو ظل ثانية واحدة لكانت كرامته حديث الحارة أشهر من كلمات الحاج منصور يعتبره والده أو هو بالفعل والد له و لأي شاب و فتاة بحي المغربلين.
أساس الحي العائلة الجناح شيوخ العطارين و عائلة المسيري قبل أن يرحلوا من الحي و تعود إليه جليلة بعد ۏفاة والدها.
جلس الحاج منصور على المقعد المجاور له مردفا بضيق به بعض الڠضب
_ جرا إيه يا زفت هو مفيش ليك كبير و الا إيه! كل يوم و التاني خناقة و بوليس خلاص قعدة السچن جات على مزاجك.
حرك رأسه يمينا و يسارا بتعب قائلا
_ و الله يا حاج أنا المرة دي مظلوم لو تعرف الولد دة عمل إيه هتقوم تكمل عليه.
بسخرية سأله 
_ عملت إيه يا غلبان و الدنيا جاية عليك!
حمحم و هو يحرك يده على خصلاته السوداء الناعمة مجيبا
_ كنت معدي أنا و الواد عابد يروح ابن ضحك من غير أي إحترام.. بيقلل من كارم الريس يا عم منصور.
للحظات ظن أن منصور فقد النطق أو حدث له أي مكروه ليقطع الصمت صوت عابد الغاضب
_ لحد امتا هتفضل متهور بالشكل ده واحد و ضحك يعنى هيكون شتمك أنت عملت ايه في أبويا يا جلاب المصاېب!
أردف بسؤاله الأخير على صمت الحاج منصور المريب ضړب منصور بيده فجأة على الطاولة قائلا
_ قوم يا حيوان أنت و هو من هنا بدل ما اخلي الكل يضحك عليكم النهاردة مش نفر واحد.
خرجوا بنفس الثانية ليسند بظهره على المقعد ببعض الإرهاق رفع يده يمر بها على أعلى رأسه يخفف من حدة الصداع لولا انتظاره لمحبوبة قلبه لكان عاد إلى منزله..
بعد مرور أكثر من ربع ساعة دلفت إلى القهوة بطلتها الخاطفة لأنفاسه رائحتها الفطرية المميزة البعيدة عن أي عطور تأخذ بها قطعة من روحه أغلق عينيه مستمتعا بالياسمين الصافي المريح للروح قبل الجسد.
بقلق كبير اقتربت منه قائلة
_ حاج منصور أنت كويس ياخويا!.
سؤالها عنه يعطي له مزيج بين الحب و التوتر و كأنه مراهق بأول سن البلوغ كلمتها الأخيرة يكرها لحد الجنون أخويا لتقول.. تقول حبيبي سيكون الأمر أكثر من رائع و مميز.
فتح عينيه على وجهها الذي يحفظه بقلبه من أكثر من ثلاثون عاما طبق من الحلوى البلدي الأصيلة مهما تذوقت منها زادت رغبتك بها بابتسامة صافية و صوت يشوبه الحب أجابها
_ حد يشوف البدر في عز الشمس و يكون في حاجة كفاية عليا عيونك يا جليلة فيها الدنيا كلها بالنسبة ليا..
آه و ألف آه من حديثك المعسول و نظرات عينيك العاشقة يا ليت الزمن يعود بها لتبقى معه بين أحضان حبه للنهاية دارت بوجهها بعيدا عنه تأخذ أنفاسها المسلوبة منها قائلة بجمود تخفي به مشاعرها
_ كويس إنك بخير يا حاج..
بزفرة تعب مع تنهيدة عميقة أخذها ليسيطر على أفعاله مردفا بقلة صبر 
_ حاج إيه يا جليلة أنا منصور نسيتي منصور!
تركته و صعدت لتجلس على مكتبها قائلة بصوت مرتفع
_ قهوة الحاج منصور يا واد يا زكريا.
_______شيماء سعيد_______
بحى المغربلين الشقة الخاصة بجليلة.
بالمساء تجلس فريدة بحزن شديد بجوار فتون على فراشها تحمل بداخلها ذنب كبير تجاه جليلة و بنفس الوقت هي مشتاقة إلى شقيقها فاروق ابتلعت لعابها قائلة لفتون بتوتر
_ فتون أقولك أنا كنت فين الصبح بس أوعي جليلة تاخد خبر.
أومأت لها الأخرى بحماس و إهتمام شديد لتكمل فريدة حديثها
_ أنا روحت شركة المسيري عشان أقابل أبيه فاروق بس طلع مسافر..
انتفضت فتون على أثر حديث فريدة غير منتبهة لجرس المنزل إذا علمت جليلة ستكون العواقب وخيمة فاروق و جليلة عبارة عن شعلة من النيران ټحرق الأخضر و اليابس ضړبت على صدرها بحركة عفوية قائلة
_ يا لهوي يا فريدة لية كدة آخر مرة جليلة رفضت الكلام معاكي أكتر من شهر فاروق أصلا إحنا برا أي حساب له... ليه تقللي من نفسك بالشكل
 

تم نسخ الرابط