عذاب قسوته الفصل الأول
تقترب لتقف أمامه فقال ببسمة هادئة_في معادك بالظبط..
ثم قال بأستغراب _أمال فين فنجان القهوة بتاعتي
قالت پغضب لا مثيل له بعدما تمكن من بالخارج بذرعه _أنا مش ساعي هنا أنا محامية زيك ولو فنجان القهوة هو اللي هيخليني أستمر هنا فأنا مش مش عيزة الشغلانة دى وأفضلي أشوف حد يقدرنى كمحامية.
تعالت ضحكات حسام بسخرية_وإيه كمان كملي
نهض عن مكتبه ليقف أمامها بهيام قائلا بكلماته البطيئة متعمدا إثارتها _حاولت أتحول كعادتي مع حد يتعدى حدوده معايا بس صراحة شكلك لذيذ وأنت متعصبة وخصوصا خدودك..
كبت خجلها بصعوبة لتقول ببسمة غيظ _مستر حسام..
أجابها ببسمة هيام_ نعم يا بطوطة .
ثم أدرات وجهها للمغادرة ولكن إستوقفها صوته الجادي_أنسة فاطمة.
إستدرات بخفة ليقترب منها حسام قائلا بخبث_ولما حضرتك تستقيلي مين هيمسك معايا قضية زين العابد أول جلسة بعد يومين .
جحظت عيناها ببلاهة فقالت بأرتباك _حضرتك بتقول مين
إبتسم بمكر_ يعني يا بطوطة سمعك تقل دلوقتي! بقلك زين العابد .
كبت ضحكاته بصعوبة قائلا بمرح_ لا بتاع الأحذية..
ثم إعتدل بوقفته بجدية مصطنعة _ هو فى غيره ولا أشهر من قضيته .
قالت بتلعثم_أنا متخرجة من سنة بس ولسه ألف باء قانون أمسك قضية بالحجم دا
تعالت ضحكاته بعدم تصديق فقال بسخرية_مش كنت كفاءة من شوية راحت فين الثقة دي
إنحني ليكون مقابل لها قائلا بغرور_وإستقالة حضرتك مرفوضة وياريت تبصي علي ملف القضية وتدرسيه كويس عايزه يكون على مكتبي بكرة الصبح وفيه كل الطرق القانونية اللي نقدر نخرجه بيها من الورطة اللي حطوه فيها ولاد الأبلسة دول.
رمقته بنظرة متفحصة ثم قالت بأستغراب_وحضرتك ليه متأكد إنه برىء كده مش ممكن فعلا يكون مدان
أجابته بحماس _تمام يا متر بس طلب أخير معلش
أجابته بخجل_بلاش بطوطة دى عشان الزمله برا بيتغامزوا عليا .
تهجمت ملامحه فتخل عنه المرح لترى جانب شخصيته المعتمة ليقول بحدة_ايه اللي حصل بالظبط ومين اللي إتكلم .
إرتباها الذهول من جديته فقالت بأرتباك_الأغلب..
أشار لها بضيق _ سيبهملي روحي أنت على مكتبك..
أشارت له بهدوء ثم غادرت على الفور.
جلس مقابل له بأرتباك لحظه الآخر فقال بأستغراب _ مالك مهزوز كدليه..
قالها فؤاد سليمان رجال الأعمال الشهير والخصم القوى لزين العابد أجابه سليم بتوتر _خايف يطلع منها ونقع إحنا يا باشا فى شړ أعمالنا .
فؤاد بسخرية_ أنت عبيط ولا إيه مش فؤاد اللي يقع بالساهل كده وإحنا مظبطين الموضوع ومفيش أى منفذ يخرج منه .
سليم بضيق_بس فريد و حسام اللي ماسكين قضيته مش أى حد وياما كسبوا قواضي كانت أصعب من كده وخرجوا المتهمين زى الشعرة من العجين .
تعالت ضحكاته بسخرية_لا المرة دى هتكون بداية الفشل ليهم .
تطلع له بأستغراب _شكلك واثق ومتأكد من اللي بتعمله ثم قال بلهجة شك_هو في حاجة أنا معرفهاش
لمعت عيناه بالمكر قائلا بغموض_متقلقش أنت بس وسبنى أنا اتصرف
سليم بتصميم_ فهمنى اللي فيها عشان أكون مطمن .
أجابه بهدوء _ كل قضية مش لازم يكون ليها ملف ومن غيره مش هيعرف سي حسام ولا فريد يتصرفوا
سليم بتأكيد_لا طبعا..
أجابه ببسمة مخيفة_ أهو الملف دا بقى هيكون على مكتبي خلال ساعة من دلوقتي .
تعالت ضحكاته بأعجاب_ أنت داهية يا فؤاد بس إزاى عرفت تحط طعم فى مكتبه ويجبلك الملف! .
أجابه بسخرية_كل حاجة بتمشى فى البلد دى مدام معاك فلوس .
بأحد الفنادق على شاطيء الريفيرا بفرنسا وقف فريد يتأمله بشوق لزيارته الأخيرة فسبح بذكرياته التي حملته بها .
ليان بغضب_قوم بقى عايزة أنزل أتمشى هو انت جاي هنا عشان تنام .
فتح عيناه بصعوبة قائلا برجاء _ سبيني بس أريح ساعة وبعدين يا روحي هوديك أي مكان عايزة تحبيه.
أجابته بطولة وهي تجذب الغطاء من عليه بغضب_ أنا عايزة أروح دلوقتي حالا
زفر بضيق_إيه شغل العيال ده!!..
ضړبت رآسه بالوسادة قائلة بحدة_أيوا عيلة ولو مقمتش دلوقتى هعيط وهلم عليك الاوتيل كله.
تعالت ضحكاته بعدم تصديق_ وعلى أيه الطيب أحسن.
أفاق على رنين هاتفه فرفعه بثبات ليجد والدته _كدا يا فريد مش قلتلى أول متوصل هتكلمنى على طول دي مراتك كنت حاسه أن هيجرالها حاجة من الخۏف عليك!...
صفن قليلا بها فحتى بعزلته تلاحقه دون توقف فزفر پألم _أروح فين تاني!
أجابته زينب بأستغراب_بتقول إيه يا حبيبى .
قال بهدوء _مفيش يا أمي أنا بخير طمنيها .
ثم قال كمحاولة لتغير الحديث_عهد فين وحشتني في الكام ساعة دول!
أجابته بخبث_
عهد بس اللي وحشتك
قال سريعا _وأنت طبعا يا ست الكل .
ومفيش حد تانى وحشك حد معذب نفسه عشان بس كلمة حلوة منك .
زفر بغضب_ وبعدين بقى أرجوك سبينى يومين أقرر أنا عايز إيه
قالت بعتاب _ وملقتش غير فرنسا ونفس الاوتيل عشان تقرر!.
ثم قالت بهدوء_نصيحة يا ابنى شوف مكان تانى عشان تحكم عقلك قبل قلبك .
أجابها بحزن_ياريتنى أقدر يا أمي.
أستعين بالله وكلمه وهو سبحانه عمره مهيخيب ظنك أبدا
أجابها بأيمان _ونعم بالله .
أغلق معها الهاتف ثم جلس على أحد المقاعد بمحاولات مستميتة لتذكر ملامح ليانفكم إشتاق لملامحها البريئة الهادئة ولكن ما ثبت فى ذهنه الآن ويكاد يراها أمام عينه هى ريهام فتعجب لحاله أحقا حفظت صورتها عن ظهر قلب ثم تذكر جلوسها بجانبه ليلة كاملة وهو محموم فأبتسم بتلقائية قرر كما وصته والدته أن يلجأ لله ليزيح ما فى قلبه من هموم فتوضأ وصلى ركعتين وأطال فيها السجود وذرفت عينه بالدموع حتى إبتلت سجادته مناجيا الله عز وجل أن يهديه للصالح أفاق من نومه على صوت رسالة وصلت إلى هاتفه من رقم مجهول ففتحها ليتفاجأ من محتوياتها
إزيك يا متر أنا واحد بيحبك وقلبى عليك وبنصحك لوجه الله خلى بالك من أهل بيتك عشان محدش يجيب سيرتك بكلمة كده ولا كده
تعجب من الرسالة فأجابه رسالة فيها أخرى
قصدك إيه بأهل بيتى.
إبتسم طلعت هامسا بسخرية_ لما اخبط على الحديد وهو سخن
فبعث له رسالة صريحة _ مراتك ال عمله نفسها الخضرة الشريفة!...