شط بحر الهوى (الجزء الأول) 1 لسوما العربي

موقع أيام نيوز

أحد الإدراج تلتقط ساعه بلون الجلد البنى تكمل به زينتها وعقد من لولي بيسط جدا يتدلى على صدر الفستان الاسود الساده .
وبنظره واحده فى المرأه رأت إنعكاس هيئتها الانيقه لترفع هامتها عاليت بثقه ..اليوم مهم جدا بالنسبة لها.
خرجت بخطى ثابتة نحو الشارع تلقى السلام على السيدة الثمينه التى تفترش الارض ولأمامها اقفاص خشبيه موضوع عليها أنواع مختلفه من النباتات الجرجيرالخسالبقدونس ومعها خضار الطماطم والخيار .
فترد الأخرى على تلك الفتاه عصرية الملابس انيقة المظهر لكنها قريبه من اهل الحى جدا لم تترفع عنهم يوما.
فتكمل سيرها وهى تلقى السلام على هذا وذاك وبعدها تلك.
الحى اصبح زحمه الى حد ما فى هذه الساعة
من الصباح خصوصا مع الذهاب للمدارس.
توقفت قدمها وافترت شفتيها عن ابتسامه رقيقه تتحكم بها دوما وهى تستمع ذلك الصوت الرخيم يردد خلفها مناجيهاغنوة...
اخذت نفس مرتاح لأثر صوته عليها واستدارت له ترى امامها زينة شباب الحى أنه الشاطر حسن
او هكذا تناديه أحيانا سيدات الحى وهن يخطبن وده بوضوح ربما خطب إحدى فتايتهن.
ككل يوم وبأعين خبيثه لئيمه تمشط هيئته سريعا خلسه دون أن يلاحظ هو ذلك .
تراه بجسده الطويل الضخم وعضلات كتفيه بذراعيه تعطيه عرض صعف عرضه.
ملامحه رغم سمارها وسيمه وشعره اسود كثيف كأنه مبتل دوما.
واقف على اعتاب محل البقاله الكبير خاصته سوبر ماركت يبتسم لها وعينه على عيناها لا تفارقها وهو يردد صباح الخير.
حاولت التحدث بهدوء كأنها لا تهتز بمجرد سماعها صوته وقالت صباح النور ياحسن.
مكر وخبث ولئم.. تعلم أن نطقها لاسمه بصوتها يزلزل كيانه ويكون واضحا بتحرك تفاحة ادم خاصته .
كانت عيناها عليها وكأنها تنتظر نتيجة محتومه تتعرف على استمرار تأثيرها.
بينما هو غارق بالعيون الذباحه ... يردد ككل مره يراها حبك يا عميقة العينين..تطرف ..تصوف ..عباده.. حبك مثل المۏت والولاده..صعب بأن يعاد مرتين
زمت شفتيها وهى تأخذ نفس عميق مرتاحشعور لذيذ يدغدغ حواسها وهى تقف تراه ينظر لها كما يفعل كل يوم ..نفس النظره لا تتغير .
تعلم أنه غارق بعيناها الآن فحمحمت بخفوت كى ينتبه عليها ثم ينظر بانتباه لما بين يديه ويمد يده بها مرددا الباتيه الى بتحبيه جبته عشانك.
كأنها اعظم هداياها ..يكفى انه ينتظرها به كل صباح.
مدت يدها كى تلقتطه منه وهو يمنى يده بانحراف أحد أصابعها ربما يلامس اى إصبع من يده الممدوده.
لكنه لم يفعل والتزم الأدب يعطيها لها يراها تتطلع لذلك الشئ الاقل من بسيط بشكر وامتنان كبير .
لينتقل مجبرا من النظر بعينها وينظر لابتسامتها وملامحها.
صامت تماما وعينه تتشبع بالجمال الربانى والحسن النورانى لفتاة قلبه من سنوات.
لا تريد حقا لتلك اللحظة ان تنتهى...لما لا تترك العمل وكل شئ وتتزوج من حسن تنجب اولاد يشبهونه وتغسل له قدميه كل مساء... هى حقا تريد
استفاقت سريعا من تلك الأفكار تاخذ نفس مرتجف ثم تردد شكرا يا حسن.
عاود ابتلاع رمقه تتحرك معه تفاحة ادم وهو ينظر على هيئتها الانيقه البسيطه بأعجاب ثم قالرايحه شغلك .
هزت رأسها بهدوء تردد ايوه..عنئذنك .
غادرت سريعا ترغب بالهرب من امامه هو وتأثيره الغير عادى عليها.
لم يستغرب كثيرا هى كل يوم تغادر بنفس الطريقة بعدما يعطيها فطورها اليومى المفضل.
ذهبت سريعا تسابق قدميها لديها أكثر من مشوار يجب ان ينجز اليوم.
مقابلة عملها الجديد اعدت لها من أيام جيدا.
وها هى قد انتهتلم تنتظر كثيرا للمظهر عامل كبير وقد ساعدها لن تنكر...لقد تم القبول بنجاح ومن اول مقابلة.
استقلت سياره اجرى سريعا وذهبت حيث عملها القديم او الذى أصبح الآن السابق.
دلفت فى مكتب بالوان بيضاء مريحه متناسقة مع اللون السماوى ويوجد باقات ورد بلاستيكية من مختلف الاشكال تزين المكان... أشكال مختلفة مبتكره وعصريه لبطاقات دعوات حفلات زفاف .
وقفت امام صديقتها تأخذ منها مظروف ابيض يحتوى مبلغ مالى أكثر من جيد .. انه راتبها.
هل أخبرت أحد يوما ما انها تبغض راتبها وتبغض يوم الحصول عليه أيضا.
كانت تقبض على المظروف تعصتره وتنظر له كأنه بداخله افاعى قارصه .
تتذكر مرض والدها اللعېن..كم تمنت ذلك اليوم الذي ستتخرج فيه وترحمه من شغله كعامل نظافه براتبه الضغيف والذى لم يكن يدخر جهدا كى يعطيها كل ما تحلم به قدر استطاعته.
والدها الذى تمثل به الأب والام وحتى الشقيقه
تم نسخ الرابط